بقلم: يسري تليلي
في مشهد يعكس روح التضامن والتميز التي لطالما اتسمت بها الجالية التونسية في الخارج، احتضنت مدينة تولوز الفرنسية الدورة الثانية من لقاء “الجالية في خدمة الربط والتواصل”، الذي نظمته جمعية “شبكة الكفاءات التونسية بتولوز RC2T”، بمشاركة رسمية للقنصلية التونسية بالجهة.

هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء اجتماعي بل شكل منصة حقيقية للنقاش والتبادل بين نخبة من الكفاءات التونسية المقيمة في المنطقة، التي برزت في مجالات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، التطبيب عن بُعد، والتكنولوجيا المالية (Fintech). مواضيع ليست فقط حاضرة بقوة على الساحة العالمية بل تمثل كذلك آفاقًا جديدة للتعاون وتطوير الحلول التي قد تخدم مستقبل تونس.

خلال هذا اللقاء، بدا جليًا أن أبناء الوطن المقيمين بالخارج، ورغم بعد المسافات، يحملون همّ المساهمة في دفع عجلة التنمية، واضعين خبراتهم وتجاربهم في خدمة تونس. جودة النقاشات التي شهدها اللقاء، وحجم التفاعل بين المشاركين، عكسا حرصًا جماعيًا على مواصلة مسيرة البناء المشترك.
وفي كلمة بالمناسبة، تقدمت القنصلية التونسية بتولوز بجزيل الشكر والعرفان لجمعية RC2T على التنظيم المحكم والمضمون الثري لهذا الحدث، الذي يُحسب له قدرته على جمع كفاءات متنوعة في جو من الاحترام المتبادل والنقاش الراقي. كما ثمنت القنصلية حضور جميع المتدخلين والمشاركين على مساهماتهم القيّمة، التي من شأنها أن تفتح آفاق تعاون جديدة بين الجالية التونسية في تولوز ومختلف المؤسسات في تونس.

في النهاية، يبقى مثل هذا اللقاء مثالًا حيًا على أن الكفاءات التونسية بالخارج ليست مجرد جالية مهاجرة، بل هي جزء لا يتجزأ من نسيج وطني يسعى للتطور والتجديد، عبر جسور ممتدة بين الضفتين، قوامها العلم والمعرفة وروح الانتماء